البيان العقائديّ
الالتزام بالعقائد الأساسيّة (للطلّاب والموظّفين)
بينما يلتزم جميع أعضاء الهيئة التّدريسيّة وأعضاء مجلس الأمناء بكامل البيان العقائديّ (المُدرَج أدناه)، على الطلّاب الالتزام بالعقائد الأساسيّة السبع التالية فقط:
- الثالوث،
- ألوهيّة المسيح الكاملة وإنسانيّته الكاملة،
- الهلاك الروحيّ للجنس البشريّ،
- كفّارة المسيح البديلة وقيامته بالجسد،
- الخلاص بالنعمة فقط بواسطة الإيمان فقط بالمسيح وحده،
- عودة المسيح الفعليّة،
- عصمة وسلطة الكتاب المقدّس.
البيان العقائديّ (للهيئة التعليميّة ومجلس الأمناء)
البند الأوّل—الكتاب المقدّس
نؤمن أنّ كلّ سفر من أسفار الكتاب المقدّس هو «موحى به من الله»، وبذلك نفهم أنّ «الروح القدس قاد» رجال الله القدّيسين ليدوّنوا جميع كلمات الكتاب المقدّس. نؤمن أنّ الوحي الإلهي يمتدّ بشكلٍ متساوٍ وكامل إلى جميع أجزاء الكتاب المقدّس—التاريخية والشعريّة والعقائدية والنبويّة—كما وردت في المخطوطات الأصليّة. نؤمن أنّ الكتاب المقدّس في لغاته الأصليّة خالٍ من أيّ خطأ. كما نؤمن أنّ جميع أسفار الكتاب المقدّس تتمحور حول الربّ يسوع المسيح بشخصه وعمله في مجيئه الأوّل والثاني، وعليه لا قراءة صحيحة ولا فهم صحيح لأي جزء منه، بما فيه العهد القديم، إلى أن يُؤدّي إلى المسيح. ونؤمن أيضًا أنّ جميع الأسفار المقدّسة مصمّمةٌ لتدريبنا عمليّاً. (مرقس 26:12، 36؛ لوقا 27:24، 44؛ يوحنا 39:5؛ 13:16؛ أعمال 16:1؛ 2:17–3؛ 28:18؛ 22:26–23؛ 23:28؛ رومية 4:15؛ 1 كورنثوس 13:2؛ 11:10؛ 2 تيموثاوس 16:3؛ 2 بطرس 21:1)
البند الثاني—الله
نؤمنُ أنّ الله هو الخالق الكليّ القدرة، وهو حافظ كلّ الأشياء، ما يُرى وما لا يُرى. والله موجود سرمديّاً في ثلاثة أقانيم—الآب والابن والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم إلهٌ واحد، ويمتلكون بالتمام الطبيعة نفسها والصفات نفسها والكمال نفسه. وهم يستحقون الإجلال نفسه والثقة نفسها والطاعة نفسها بالتمام. (متى 18:28–19؛ مرقس 29:12؛ يوحنا 14:1؛ أعمال 3:5–4؛ 2 كورنثوس 14:13؛ عبرانيين 1:1–3؛ رؤيا 4:1–6)
البند الثالث—الملائكة: الساقطة وغير الساقطة
نؤمن أنّ الله خلق عدداً لا يُحصى من الكائنات الروحيّة الخالية من الخطيّة والمعروفة بالملائكة؛ وأنّ مَن هو أعلى رتبةً—«زهرة بنت الصبح»—سقط بدافع الكبرياء فصار الشيطان. وقد تبعه في سقوطه الأخلاقيّ جمعٌ كبيرٌ من الملائكة. وصار بعضهم شياطين، أيْ أرواحاً شرّيرة، وهم يعملون كوكلاء الشيطان وشركائه في تنفيذ مقاصدِه الشرّيرة. بينما بعضهم الآخر من السّاقطين هم محفوظون «إلى دينونةِ اليومِ العظيم بقيودٍ أبديّةٍ تحتَ الظّلام». (إشعياء 12:14–17؛ حزقيال 11:28–19؛ 1 تيموثاوس 6:3؛ 2 بطرس 4:2؛ يهوذا 6).
ونؤمن بأنّ الشيطان هو مُنشئ الخطيّة وأنّه بسماحٍ من الله قاد بمكره والِدَيْنا الأوَّلَين إلى التعدّي، وبذلك حقّق سقوطهما الأخلاقيّ وأخضعهما ونسلهما لسلطانه. ونؤمن أنّ الشّيطان هو عدوّ الله وعدوّ شعب الله، وهو يقاوم ويرتفع على كلّ ما يُدعى إلهًا أو معبودًا. وهو الذي قال في البدء: «أكونُ مثلَ العليِّ». وفي حربه هو يظهر كملاك نور، حتّى أنّه يُزيّف أعمال الله بدعم حركات دينية وأنظمة عقائدية تتميز بكلّ حالةٍ بإنكار فاعليّة دمّ المسيح والخلاص بالنعمة وحدها. (تكوين 1:3–19؛ رومية 12:5–14؛ 2 كورنثوس 3:4–4؛ 13:11–15؛ أفسس 10:6–12؛ 2 تسالونيكي 4:2؛ 1 تيموثاوس 1:4–3)
نؤمن أنّ الشيطان قد أُدينَ بالصليب، بالرّغم مِن أنّ الحُكم لم يُنفَّذ بعد. وهو مُغتَصِبٌ يَحكم حاليّاً على أنّه «إلهُ هذا الدهر». نؤمن أنّه عند عودة المسيح سيُقيِّدُ الشيطان ويُطرَح في الهوّة السحيقة لمدّة ألف سنة؛ وبعد الألف سنة سيُحَلّ لفترةٍ قصيرةٍ ثمّ يُطرَح «في بحيرة النار والكبريت» حيث سيُعَذَّب «نهاراً وليلاً إلى أبدِ الآبدين». (كولوسي 15:2؛ رؤيا 1:20–3، 10)
نؤمن أن مجموعةً كبيرةً من الملائكة قد حافظت على قداستها وهي في محضر عرش الله حيثُ تُرسَل من هناك كأرواحٍ خادمةٍ للعتيدين أن يرِثوا الخلاص. (لوقا 10:15؛ أفسس 21:1؛ عبرانيين 14:1؛ رؤيا 12:7)
نؤمن أنّ البشرية وُضِعَت قليلاً عن الملائكة وأنّ المسيح بتجسّده أخذ هذه المرتبة الوضيعة لفترةٍ محدودة ليَرفَع المؤمنين إلى مكانته التي تفوق الملائكة. (عبرانيين 6:2–10)
البند الرابع—البشريّة: المخلوقة والساقطة
نؤمن أنّ البشريّة خُلِقَت على صورة الله وشَبَهِه، إذْ خلقهم الله ذكرًا (رَجُل) وأنثى (امرأة). إنّ الرجل والمرأة مختلفان جنسيًّا لكنّهما متساويان في الكرامة الشخصيّة. بعض الرجال والنساء مدعوّون للعزوبة، وبعضهم الآخر للزواج الذي هو اتحاد «جسد واحد» بين رجل واحد وامرأة واحدة بقصد أن يستمرّ إلى حين وفاة أحد الزّوجين. يوفّر هذا الاتحاد إمكانيّة الإنجاب وتعزيز الخير أخلاقيّاً وروحيّاً وعامّةً. لذلك، فإنّ النشاطات الجنسيّة خارج نطاق الزواج الكتابيّ ممنوعة بالكتاب المقدّس.
إنَّ جميع البشر، ذكوراً وإناثاً، متزوّجين أو عازبين، هم كائناتٌ ساقطة. فبفعل الخطيّة وعواقبها، خَسِرَ الإنسان حياته الروحيّة وأصبح ميتًا بالذنوب والخطايا، وخاضعًا لسلطان الشيطان. نؤمن أيضاً أنّ هذا الموت الروحيّ أو الفساد الكليّ للطبيعة البشريّة قد انتقل إلى الجنس البشريّ بأسره باستثناء الإنسان يسوع المسيح. ونؤمن أنّهُ نتيجةً لذلك، جميع المولودين من نسل آدم في هذا العالم يولدون بطبيعةٍ ليست فقط خالية من شرارة الحياة الإلهيّة، لكنّها شرّيرة في الجوهر ولا يمكن تغييرها إلّا من خلال النعمة الإلهيّة. (تكوين 26:1–28؛ 18:2–24؛ 7:3–8؛ خروج 14:20؛ لاويين 7:18–23؛ 10:20–21؛ تثنية 18:5؛ متى 27:5–28؛ 19:15؛ 4:19–9؛ مرقس 5:10–9؛ رومية 26:1–32؛ 8:8؛ 1 كورنثوس 9:6–13؛ 1 كورنثوس 6:7–8؛ غلاطية 19:5؛ أفسس 17:4–19؛ 25:5–27، 31–33؛ كولوسي 5:3؛ 1 تسالونيكي 3:4؛ عبرانيين 4:13؛ رؤيا 2:21)
البند الخامس—التدابير
نؤمن أنّ التدابير هي ترتيباتٌ يدير الله من خلالها مقاصده على الأرض بواسطة البشر في ظلّ مسؤوليّات مُتغيّرة. نؤمن أنّ التغييرات في تعاملات الله التدبيريّة مع البشر تتعلّق بالظروف أو الحالات المتعاقبة التي يجدون أنفسهم فيها في علاقتهم مع الله. هذه التغييرات هي نتيجة إخفاقات بشريّة ودينونة الله. نؤمن أنّ المسؤوليات المختلفة من هذا النّوع واضحة في سجلّ الكتاب المقدّس، وهي تغطّي تاريخ البشريّة بأكمله. وجميعها تنتهي بالفشل تحت اختبارٍ خاصّ بكلّ تدبير وتسبِّب دينونة الله. نؤمن أنّ ثلاثًا من هذه التدابير أو قواعد الحياة هي موضوع إعلانات موسّعة في الكتاب المقدّس—وهي تدبير الشريعة الموسويّة وتدبير النعمة الحاليّ والتّدبير المستقبليّ للمُلك الألفيّ. نؤمن أنّ هذه التدابير متميّزة ولا يجوز التداخل أو الخلط فيما بينها كونها متعاقبة زمنيًّا.
نؤمن أنّ هذه التدابير لا تشكّل طرقاً للخلاص كما أنّها ليست أساليبًا مختلفة لإدارة «عهد النعمة». فهي لا تعتمد في حدّ ذاتها على علاقات العهد لكنّها أساليب حياة ومسؤوليّات تمتحن خضوع الشعب لمشيئة الله المُعلَنة في أي حقبة معيّنة. نؤمن أنّ اعتماد الناس على جهودهم الشخصيّة للحصول على رضى الله أو الخلاص تحت امتحان أي تدبير، وبسبب الطبيعة الخاطئة، يعني أنّ فشلهم في التتميم الكامل لمتطلّبات الله العادلة حتميّ ودينونتهم أكيدة.
نؤمن أنّ الخلاص، وبحسب «القصد الأبدي» لله ومنظوره، هو دائمًا بالنعمة عن طريق الإيمان، وهو مبنيٌ على أساس دم المسيح المسفوك. نؤمن أنّ الله رؤوفٌ دائمًا بغضّ النظر عن التدبير القائم. لكنّ البشر لم يكونوا دائمًا تحت تدبير أو ترتيب النعمة كما في التدبير الحاليّ. (1 كورنثوس 17:9؛ أفسس 8:2؛ 2:3؛ 9:3، 11؛ كولوسي 25:1؛ 1 تيموثاوس 4:1)
نؤمن بالصدق الدّائم للمبدأ بأنّه «بدون إيمان لا يمكن إرضاء» الله، وبأنّ مبدأ الإيمان كان سائدًا في حياة جميع قدّيسي العهد القديم. لكن نؤمن أنّه من المستحيل تاريخيًّا أنّ يكون موضوع إيمانهم الواعي هو الابن المتجسّد، المصلوب، حمل الله، وأنّه من الواضح أنّهم لم يفهموا، كما نفهم نحن اليوم، أنّ الذبائح كانت تشير إلى شخص المسيح وعمله. ونؤمن أيضاً بأنّهم لم يفهموا المغزى الفدائيّ للنبوّات أو للأنماط بشأن آلام المسيح. لذلك، نؤمن أنّ إيمانهم بالله تجلّى بأشكالٍ أخرى كما هو واضح من السجلّ الطويل في عبرانيين 1:11–40. نؤمن أيضًا أنّ إيمانهم الذي تجلّى على هذا النحو حُسب لهم برًّا. (يوحنا 29:1؛ رومية 3:4 مع تكوين 6:15؛ رومية 5:4–8؛ 1 بطرس 10:1–12؛ عبرانيين 6:11–7)
البند السادس—المجيء الأوّل للمسيح
نؤمن أنّه، بحسب ترتيب الله وقصده، وبناءً على ما تمّ إعلانه مسبقاً في نبوّات الأسفار المقدّسة، أتى ابن الله السرمديّ إلى هذا العالم ليُظهِر الله للبشريّة، وليتمّم النبوّات، وليصبح فاديًا لعالم هالك. لهذه الغاية وُلِد من العذراء وأخذ جسدًا بشريًّا وطبيعةً بشريّةً بلا خطيّة.
نؤمن أنّ الابن احتفظ بكلّ الصّفات الإلهيّة في تجسّده وأنّ التمييز بين الطبيعتين الإلهيّة والبشريّة لم يُلغَ بأيّ حال بسبب اتحادهما. (لوقا 30:1–35؛ 40:2؛ يوحنا 1:1–2، 18؛ 16:3؛ فيلبي 5:2–8؛ عبرانيين 15:4)
نؤمن أنّ يسوع قد أتى، تحقيقاً للنبوّات، إلى شعب إسرائيل أوّلاً بصفته مسيحها-الملك. وبرفض هذا الشعب له، وبحسب مشورة الله السرمديّة، بذل حياته فديةً عن الجميع. (يوحنا 11:1؛ أعمال 22:2–24؛ 1 تيموثاوس 6:2؛ عبرانيين 9:2؛ 1 يوحنا 2:2)
نؤمن أنّ يسوع، بفِعل محبّته اللامتناهية للهالكين، قَبِلَ طوعًا مشيئة الآب وصار الحَملَ المذبوح المعيّن إلهيّاً، ورفعَ خطيّة العالم، حاملاً الدينونات المقدّسة ضدّ الخطيّة التي يقتضيها برّ الله. فكان موته بديلًا بالمعنى المُطلق—البارّ من أجل الأثمة—وبموته صار مُخلّصًا للهالكين. (يوحنا 29:1؛ رومية 25:3–26؛ 2 كورنثوس 14:5؛ عبرانيين 5:10–14؛ 1 بطرس 18:3)
نؤمن أنّ الرّب يسوع المسيح، بحسب الكتب المقدّسة، قد قام من بين الأموات بالجسد نفسه الذي عاش ومات فيه إنّما بشكل مُمَجّد. ونؤمن أنّ جسد قيامته هو نموذج الجسد الذي سيُعطى بالنهاية لجميع المؤمنين. (يوحنا 20:20؛ فيلبي 20:3–21)
نؤمن أنّه عند مغادرة يسوع للأرض قُبِلَ من أبيه، وأنّ هذا القبول هو تأكيد نهائيٌّ للمؤمنين بأنّ عمله الفدائي قد تحقّق بشكلٍ كامل. (عبرانيين 3:1)
نؤمن أنَّ يسوع أصبح رأسا فوق كلّ شيء للكنيسة، التي هي جسده، ومن خلال هذه الخدمة هو يشفع ويدافع عن المخلّصين باستمرار. (أفسس 22:1–23؛ عبرانيين 25:7؛ 1 يوحنا 1:2)
البند السابع—الخلاص من خلال المسيح فقط
نؤمن أنّه بفِعْل الموت الشامل بالخطيّة لا يستطيع أحد أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من جديد؛ وأنّه لا درجة من الإصلاح، مهما عَظُمَ، ولا إنجازات أخلاقية، مهما سَمَت، ولا حضارة، مهما كانت جذّابة، ولا معموديّة أو فريضة، بغضّ النظر عن أسلوب تقديمها، يمكن أن تُساعد الخاطئ على الاقتراب ولو خطوة واحدة نحو السماء؛ بل الطبيعة الجديدة المُعطاة من فوق والحياة الجديدة المزروعة بالروح القدس من خلال الكلمة هي ضرورة حتميّة للخلاص، وأنّ المخلّصين بهذه الطريقة فقط هم أولاد الله. نؤمن أيضًا أنّ فداءنا قد تمّ فقط بدم ربّنا يسوع المسيح، الذي جُعل خطيّة ولعنة لأجلنا بموته مكاننا. ونؤمن أنّه لا توبة، ولا شعور، ولا إيمان، ولا تصاميم حسنة، ولا جهود صادقة، ولا خضوع لوصايا وأحكام أيّ كنيسة، ولا جميع الكنائس التي وُجِدَت منذ أيّام الرُّسل إلى الآن يمكنها أن تضيف ولو بأقلّ تقدير إلى قيمة الدّم أو استحقاق العمل الذي أُكمِل من ذاك الذي وحّد في شخصه الألوهة الحقيقية واللائقة والإنسانية الكاملة والخالية من الخطية. (لاويين 11:17؛ إشعياء 6:64؛ متى 28:26؛ يوحنا 7:3–18؛ رومية 6:5–9؛ 2 كورنثوس 21:5؛ غلاطية 13:3؛ 15:6؛ أفسس 7:1؛ فيلبي 4:3–9؛ تيطس 5:3؛ يعقوب 18:1؛ 1 بطرس 18:1–19، 23)
نؤمن أنّ الولادة الجديدة للمؤمن تأتي فقط بالإيمان بالمسيح وأنَّ التوبة هي جانب حيويّ للإيمان لكنّها بحدّ ذاتها ليست بأيّ شكل من الأشكال شرطًا منفصلًا ومستقلًّا للخلاص. كما أنّه لا يمكن إضافة أيّ أعمال أخرى، كالاعتراف أو المعموديّة أو الصلاة أو الخدمة الأمينة، إلى الإيمان كشرط للخلاص. (يوحنا 12:1؛ 16:3، 18، 36؛ 24:5؛ 29:6؛ أعمال 39:13؛ 31:16؛ رومية 16:1–17؛ 22:3، 26؛ 5:4؛ 4:10؛ غلاطية 22:3)
البند الثامن—مدى الخلاص
نؤمن أنّه عندما يمارس إنسان غير مُتجدّد الإيمان بالمسيح كما يوضّحه ويصفه العهد الجديد، ينتقل هذا الإنسان بشكلٍ فوريّ من الموت الروحيّ إلى الحياة الروحيّة، ومن الخليقة القديمة إلى الكائن الجديد، مُبرَّراً من كلّ شيء، ومقبولًا من الآب كما أنّ المسيح ابنه مقبول، ومحبوبًا كما أنّ المسيح محبوب، كون مكانته ونصيبه مرتبطين به وواحداً معه إلى الأبد. بالرغم من أنّ الفرصة مُتاحة للمخلّصين للنموّ في إدراك بركاتهم، ومعرفة قَدْر أكمل من القوّة الإلهية من خلال تسليم حياتهم بشكل أكْمل لله، إلّا أنّهم، منذ لحظة خلاصهم، يمتلكون كلّ بركة روحيّة، وهم كاملون في المسيح، وبالتالي لا يطلب الله منهم أبداً السّعي للحصول على «بركة ثانية» أو «عمل نعمة ثانٍ». (يوحنا 24:5؛ 23:17؛ أعمال 39:13؛ رومية 1:5؛ 1 كورنثوس 21:3–23؛ أفسس 3:1؛ كولوسي 10:2؛ 1 يوحنا 17:4؛ 11:5–12)
البند التاسع—التّقديس
نؤمن أنّ التّقديس، الذي هو الفرز بشكلٍ مخصَّص لله، له ثلاثة أبعاد: التقديس المُكتمِل، إشارةً لكلّ من هو مخلّص لأنّ مكانة كلّ واحد عند الله هي كمكانة المسيح. بما أنّ المؤمنين هم في المسيح، فهم مفروزون بشكلٍ مخصّص لله كما أنّ المسيح مفروز بشكلٍ مخصّص لله. لكنّنا نؤمن أنّهم يحتفظون بطبيعتهم الخاطئة التي لا يمكن استئصالها في هذه الحياة. لذلك، بينما مكانة المؤمنين في المسيح كاملة، فإنّ حالتهم الحاضرة ليست أكثر كمالاً من اختباراتهم في الحياة اليوميّة. لذلك، هناك تقديسٌ تدريجيٌّ حيث على المؤمنين أن «ينموا بالنعمة» وأن «يتغيّروا» بقوّة الروح القدس غير المُقيَّدة. ونؤمن أيضًا أنّ أولاد الله سيتقدّسون إلى التمام في حالتهم كما هم الآن مقدَّسون في مكانتهم في المسيح عندما يرون ربّهم ويكونون «مثله». (يوحنا 17:17؛ 2 كورنثوس 18:3؛ 1:7؛ أفسس 24:4؛ 25:5–27؛ 1 تسالونيكي 23:5؛ عبرانيين 10:10، 14؛ 10:12)
البند العاشر— الضمان الأبديّ
نؤمن أنّه بناءً على قصد الله الأزليّ نحو مَن هم موضوع محبّته، وبسبب حرّيته في ممارسة النعمة تجاه غير المستحقّين على أساس دم المسيح الكَفّاريّ، وبسبب طبيعة عطيّة الله للحياة الأبديّة، وبسبب الحالة القائمة والدائمة لشفاعة المسيح ومعونته في السّماء، وبسبب ثبات عهود الله وعدم تغيّرها، وبسبب تجديد الروح القدس وحضوره الثابت في قلوب جميع المُخَلَّصين، فإنّ جميع المؤمنين الحقيقيين في كلّ مكان، وبمجرّد حصولهم على الخلاص، سيُحفظون مخلّصين إلى الأبد. لكنّنا نؤمن أنّ الله آبٌ قدّوس وبارّ، كونه لا يستطيع التغاضي عن خطيّة أولاده. لذلك، عندما يستمرّون بالخطيّة، فإنّ يهذّبهم ويصحّحهم بمحبّة غير محدودة. لكنّه وبما أنّه التزم بأن يخلّصهم ويحفظهم إلى الأبد بمعزلٍ عن أيّ استحقاقٍ بشريّ، فذاك الّذي لا يمكنه أن يفشل سيقدّم كلّاً منهم في النهاية بلا خطيّة أمام محضر مجده مُشابهين صورة ابنه. (يوحنا 24:5؛ 28:10؛ 1:13؛ 16:14–17؛ 11:17؛ رومية 29:8؛ 1 كورنثوس 19:6؛ عبرانيين 25:7؛ 4:12–11؛ 1 يوحنا 1:2–2؛ 13:5؛ يهوذا 24)
البند الحادي عشر— اليقين
نؤمن أنّه امتياز، ليس فقط لبعض، بل لجميع المولدين ثانيةً بالروح من خلال الإيمان بالمسيح كما هو مُعلَن في الكتاب المقدّس، أن يتيقِّنوا من خلاصهم منذ يوم قبولهم المسيح مخلّصًا لهم. وهذا اليقين ليس مبنيًّا على اكتشاف وهمي لاستحقاقهم أو أهليّتهم، بل مبنيٌّ كلّياً على شهادة الله في كلمته المكتوبة، مما يدفع في أولاده المحبّة البَنَويّة والامتنان والطاعة. (لوقا 20:10؛ 32:22؛ 2 كورنثوس 1:5، 6–8؛ 2 تيموثاوس 12:1؛ عبرانيين 22:10؛ 1 يوحنا 13:5)
البند الثاني عشر— الرّوح القُدُس
نؤمن أنّ الروح القدس، الأقنوم الثالث من الثالوث المُبارك، بالرغم مِن كونه كلّيّ الوجود منذ الأزل، إلّا أنّه قد حلّ في العالم بطريقة خاصّةٍ يوم الخمسين بحسب الوعد الإلهيّ، وهو يسكن في كلّ مؤمن، ويوحّد بمعموديته الجميع إلى المسيح في جسد واحد. نؤمن أنّ الروح القدس الساكن فينا هو مصدر كلّ قوّة وكلّ عبادة وخدمة مقبولة. كما نؤمن أنّ الروح القدس لا يغادر الكنيسة إطلاقاً ولا يفارق حتّى أكثر المؤمنين ضعفاً، بل هو حاضرٌ دائمًا ليشهد للمسيح، ساعياً أن يُشغِل المؤمنين بالمسيح لا بأنفسهم أو باختباراتهم. نؤمن أنّ حضوره في العالم بهذا الشكل الخاصّ سيتوقّف عندما يعود المسيح ليَقْبَل الذين هم لهُ عند اكتمال الكنيسة. (يوحنا 16:14–17؛ 7:16–15؛ 1 كورنثوس 19:6؛ أفسس 22:2؛ 2 تسالونيكي 7:2)
نؤمن أنّه في هذا الدّهر قد عُهِدَت بعض الخدمات المحدّدة للروح القدس، وأنّ واجب جميع المسيحييّن أن يفهموها وأن يتكيّفوا معها في حياتهم واختباراتهم. إنّ هذه الخدمات هي حجز الشرّ في العالم بما يتناسب مع المشيئة الإلهية، وتوبيخ العالم على خطيّة وعلى برّ وعلى دينونة، وتجديد جميع المؤمنين والسكنى والمَسحة لجميع المخلَّصين، خاتماً إيّاهم ليوم الفداء، والمعمودية لجميع المخلّصين إلى جسد المسيح الواحد، والمَلء المستمرّ للقوّة والتعليم والخدمة لجميع المخلّصين المُستسلمين له والخاضعين لإرادته. (يوحنا 6:3؛ 7:16–11؛ رومية 9:8؛ 1 كورنثوس 13:12؛ أفسس 30:4؛ 18:5؛ 2 تسالونيكي 7:2؛ 1 يوحنا 20:2–27)
البند الثالث عشر— الكنيسة، وحدة المؤمنين
نؤمن أنّ جميع المتّحدين بابن الله المُقام والمُرتفع هم أعضاء الكنيسة، التي هي جسد المسيح وعروسه، وقد ابتدأت يوم الخمسين، وهي متميّزة عن شعب إسرائيل. إنَّ أعضاء الكنيسة يتشكَّلون هكذا بغضّ النظر عن عضويتهم أو عدم عضويتهم في الكنائس المُنظَّمة على الأرض. نؤمن أنَّ جميع المؤمنين في الدهر الحاليّ، سواء يهود أم أمم، يُعَمَّدون بالروح نفسه، ويصيرون هكذا جسدًا واحدًا للمسيح. وبما أنّهم صاروا أعضاءً بعضهم لبعض، فهم مُلزمون جدّيًا بالحفاظ على وحدانيّة الروح في رباط السلام، مترفّعين فوق كلّ الاختلافات التحزُّبيّة، ومُحبِّين بعضهم بعضًا بقلبٍ طاهرٍ بشدّة. (متى 16:16–18؛ أعمال 42:2–47؛ رومية 5:12؛ 1 كورنثوس 12:12–27؛ أفسس 20:1–23؛ 3:4–10؛ كولوسي 14:3–15)
البند الرّابع عشر— الأسرار أو الفرائض
نؤمن أنّ معموديّة الماء وعشاء الرّب هما فريضتان للكنيسة وهما وسيلتان كتابيّتان لشهادة الكنيسة للمسيح في هذا الدّهر. (متى 19:28؛ لوقا 19:22–20؛ أعمال 47:10–48؛ 32:16–33؛ 7:18–8؛ 1 كورنثوس 26:11)
البند الخامس عشر— السلوك المسيحيّ
نؤمن أنّ جميعَ المؤمنين مدعوّون دعوةً مقدّسة للسلوك لا حسب الجسد بل حسب الروح، وبالتالي للعيش بقوّة الروح القدس الساكن فيهم حتّى لا نكمّل شهوة الجسد. لكنَّ الجسد، بطبيعة آدم الساقطة التي لا يمكن إزالتها في هذه الحياة، والباقية إلى حين انتهاء رحلتنا الأرضيّة، يحتاج دائمًا أن يُحفَظ في الروح في خضوعٍ للمسيح، وإلّا ستعود هذه الطبيعة حتماً للظهور في حياتنا بما يجلب العار على ربّنا. (رومية 11:6–13؛ 2:8، 5–14؛ غلاطية 16:5–23؛ أفسس 22:4–24؛ كولوسي 1:2–10؛ 1 بطرس 14:1–16؛ 1 يوحنا 4:1–7؛ 5:3–9)
البند السادس عشر— الخدمة المسيحيّة
نؤمن بأنَّ هناك مواهب إلهيّة مُمَكِّنة للخدمة تُمنَح مِن الروح القدس لجميع المخلّصين. وبينما هناك تنوُّعٌ في المواهب، إلا أنَّ كلّ مؤمن مُقوَّى مِن الروح نفسِه، ومدعو إلى خدمةٍ معيَّنةٍ إلهيًّا كما يشاء الروح. لقد وُجِد في الكنيسة الرسوليّة أشخاصٌ موهوبون—رُسُلٌ، أنبياءٌ، مبشّرون، رعاةٌ، ومعلّمون—أقامهم الله لتكميل القدّيسين لعملهم بالخدمة. نحن نؤمن أيضًا أنَّ بعضَهم مدعوّون اليوم مِن الله بشكلٍ خاص ليكونوا مبشّرين ورعاة ومعلّمين، وأنَّه لتتميم مشيئته ولمجده الأبديّ على هؤلاء أن يُدعَموا ويُشجَّعوا في خدمتهم لله. (رومية 6:12؛ 1 كورنثوس 4:12–11؛ أفسس 11:4)
نؤمن أنَّه بشكلٍ منفصلٍ تمامًا عن مكاسب الخلاص التي تُمنَح بالتساوي لجميع المؤمنين، هناك مكافآتٌ موعودةٌ بحسب أمانة كلّ مؤمن في خدمة الرّب. تُمنَح هذه المكافآت عند كرسيّ المسيح للحُكم بعد عودته وليَقبَل خاصّته إليه. (1 كورنثوس 9:3–15؛ 18:9–27؛ 2 كورنثوس 10:5).
نؤمن أنَّ بعض مظاهر الروح القدس العجائبيَّة كانت فريدةً في حقبة الرُسُل بهدف توفير إعلانٍ جديدٍ وتثبيت سُلطة الرُسُل والأنبياء. هذه القدرات والعلامات المؤيِّدة والمعجزات التي تمحورت حول رُسُلٍ وأنبياءٍ معيّنين توقّفت مع زوال هذه المناصب التأسيسيّة وانتهاء حقبة إعلانات العهد الجديد ذات السُلطة. حتى في ذلك الوقت، إنَّ التنبّؤ والتكلّم بألسنة، كونها علامات ومصادر للإعلان، لم تكن أبدًا دلالة مشتركة أو ضروريّة للمعموديّة أو للامتلاء بالروح. وبينما يُمكن أن يصنع الله العجائب في أيِّ زمنٍ كما يشاء، لكنَّ الوعد بخلاص الجسد النهائيّ من المرض أو الموت ينتظر اكتمال خلاصنا بالقيامة. (أعمال 8:4، 31؛ رومية 18:8–25؛ 1 كورنثوس 28:12، 30؛ 8:13؛ 22:14؛ 2 كورنثوس 12:12؛ أفسس 20:2؛ عبرانيين 3:2–4؛ رؤيا 3:21–4
البند السابع عشر—المأموريّة العظمى
نؤمن أن رسالة ربّنا يسوع المسيح الواضحة للمخلّصين هي أنّه قد أرسلهم إلى العالم كما أرسله الآب إلى العالم. ونؤمن أنَّه بعد الخلاص، يُحسَب المسيحيون إلهيًّا بأنَّ علاقتهم بهذا العالم هي كغرباء ونزلاء وسفراء وشهود، وبأنَّ غايتهم الرئيسيّة في الحياة هي أن يُعرَّف بالمسيح إلى العالم أجمع. (متى 18:28–19؛ يوحنا 18:17؛ أعمال 8:1؛ 2 كورنثوس 18:5–20؛ 1 بطرس 17:1؛ 11:2)
البند الثامن عشر—الرّجاء المُبارَك
نؤمن أنّ الحدث الرئيسيّ التالي في تحقيق النبوّات، بموجب كلمة الله، هو عودة الربّ في الهواء ليأخذ إليه إلى السّماء خاصّته من الأحياء الباقين إلى مجيئه، ومن الأموات الذين رقدوا في يسوع. هذا الحدث هو الرجاء المُبارَك كما هو موصوفٌ في الكتاب المقدّس، والذي ينبغي أن نتطلّع إليه باستمرار. (يوحنا 1:14–3؛ 1 كورنثوس 51:15–52؛ فيلبي 20:3؛ 1 تسالونيكي 13:4–18؛ تيطس 11:2–14)
البند التاسع عشر—الضّيقة
نؤمن أنَّ انتقال الكنيسة سيتبعه تتميم الأسبوع السبعين لشعب إسرائيل حيث تكون الكنيسة، جسد المسيح، أثناءه في السماء. تكون فترة الأسبوع السبعين بأكملها وقت دينونة على كلّ الأرض، حيث تُكمَّل بنهايتها أزمنة الأمم. ويكون النصف الثاني من هذه الفترة هو زمن ضيق يعقوب، الذي دعاه ربّنا الضيقة العظيمة. نؤمن أنّه لا يمكن أن يتحقّق البرّ الكونيّ قبل المجيء الثاني للمسيح، وبأنّ العالم يتَّجه يومًا فيومًا نحو الدينونة، وأنَّ هذا الدهر سوف ينتهي بارتدادٍ مخيف. (إرميا 7:30؛ دانيال 27:9؛ متى 15:24–21؛ رؤيا 1:6–21:19)
البند العشرون—عودة المسيح
نؤمن أنّ فترة الضيقة العظيمة ستبلغ ذروتها عند عودة الرب يسوع المسيح. سيعود إلى الأرض كما تركها—شخصيًّا وعلى سُحُب السماء—وبقوّةٍ ومجدٍ عظيمين. وسيؤسِّس عصر الحُكم الألفيّ، ويقيّد الشيطان ويضعه في الهوّة السحيقة، ويرفع اللّعنة الحالّة الآن على الخليقة بأكملها، ويعيد شعب إسرائيل إلى أرضه، ويعطيه التحقيق لوعود العهد، ويقود العالم بأسره إلى معرفة الله. (تثنية 1:30–10؛ إشعياء 9:11؛ حزقيال 21:37–28؛ متى 15:24–46:25؛ أعمال 16:15–17؛ رومية 19:8–23؛ 25:11–27؛ 1 تيموثاوس 1:4–3؛ 2 تيموثاوس 1:3–5؛ رؤيا 1:20–3)
البند الواحد والعشرون— الأبديّة
نؤمن أنّه عند الموت تنتقل أرواح الذين وثقوا بالربّ يسوع المسيح للخلاص وأنفسهم حالًا إلى محضره. ويبقون هناك في نعيمٍ واعٍ إلى قيامة الجسَد المُمَجّد المُعطى عندما يعود المسيح إلى خاصّته. عندها، باتِّحاد النفس بالجسد، سيكونون مرتبطين به إلى الأبد في المجد. أمَّا أرواح غير المؤمنين وأنفسهم فتبقى واعيةً للدينونة وفي شقاءٍ إلى يوم الدينونة الأخيرة أمام العرش الأبيض في نهاية الحُكم الألفيّ حيث، باتِّحاد النفس بالجسد، سيُطرَحون في بحيرة النار، لا لكي يفنوا، بل لكي يُعاقبوا بالهلاك الأبديّ مِن حضرة الربّ ومِن مجد قوّته. (لوقا 19:16–26؛ 42:23–43؛ 2 كورنثوس 8:5؛ فيلبي 23:1؛ 2 تسالونيكي 7:1–9؛ يهوذا 6–7؛ رؤيا 11:20–15)
